8/29/2019 مناجاة مشهور ..إلهي.. ها أنا ذا.. أرمي أثقال الحياة من أكَتافِ نفسي قبل أن تسبب التعرجات بجسدي جانبا.. ها أنا ذا.. أرمي أثقال شهرتي. أقذفها بقوة! أرمي قُيُودَ أَسرِي في عَالَمِ الوَهمْ. أهرب من العيون التي تلاحقني على سطحه، أهرب من قلوب نال منها الزيف.. ها أنا ذا.. عبدك المسكين المستكين. أوجه وجهي لمحرابك. أرجو رحمتك. أخشى عذابك. أسعى رغم زلاتي لأكون جُندِيَّاً من جنودك. إلهي.. رحماك من محاولات الرياء بفساد رسالتي بعد قلبي. أن ينشر شظاياه في ثقة الناس بي وثقتي بنفسي قبلهم. أن يخرج أشواك الشر بعدما أنبتت البذرة خيراً.. إلهي.. بينما الجميع يرفع هاتفه تباهيا وتفاخرا، وينشر حياته لأجل قلوب وهمية لا تسمع منها همسا. ها أنا ذا، أرفع يداي إليك، ويسجد جبيني لجلال وجهك سجدة حب وولاء. أرجو عفوك يا من تحب العفو. إلهي.. الكل يتقن الأدمان على أسوار الوهم الذي يعيشهم، الكل يتقن نقر الأصابع على جمر الشاشات. الا أنا، كل حواسي وجوارحي بين يديك. مبتعدة عن ذلك العالم الموحش قدر إمكاني. إلهي.. أشكو إليك غياب براءة الطفل التي شهدت بعظمتك وحبها لك عن جسدي العملاق، ظروف الحياة كبرتني لتنهال السهام وأنا أكبر. وأنسى عظيم نعمك! أشكو إليك كثرة من جعلوا من شهوة إمرأة العزيز وأفعال قوم نبي الله لوط – عليه السلام – سلاحا يدافع عنهم. إلهي.. أعوذ بك بمثل هذا الافتراء.. وأعوذ بك من تسلل الرياء.. وأعوذ بك من أن تلطخ بنفسي بدماء الحقد والبغض والكبرياء.. إلهي.. مهما تكبر الهموم، فأنت الأكبر والأعظم من كل من تجرى وتكبر! مهما انتشروا الأعداء انتشار النار في الهشيم، فانت نعم المولى ونعم النصير! ومهما أكون في أعالي القمم، ومهما كبرت. فأنت الكبير العلي الأعلى جل جلالك لاشريك لك! مهما استولى بي الحزن ظانا بهزيمتي، لك الحمد والشكر ربي في كل نعمك وآلائك من أصغرها إلى أعظمها. أثناء بساطة شهيقي وزفيري. إلهي.. لا أسألك عودة براءة الطفل، ولكني أسألك بركة السعي إلى تقواك سيدي، لأعود لحلاوة طاعتك عندما تحاول المعاصي الاقتراب.. إلهي.. ظلمت نفسي، ولا أرجو إلا غفرانك وعفوك! وقعت في سجن مرارة ذنوبي، ولا أرجو إلا رحمتك! فاقبل مني هذا القليل واغفر لي ذلك الكثير!! برحمتك يا أرحم الراحمين..
29/8/2019 م Comments are closed.
|
|