12/26/2019 حوار مع رونالدبينما أبحر في لج البحار ما بين الدفتين، في مقهى ستاربكس بحي التصميم بدبي. أمامي حصيلة جديدة من مكتبة دبي مول الواسعة التي أشتاق لأطلالها القديمة، لآفاقها اللامتناهية، لسورة العلق التي تعلن بداية عالم الكتب العربية. يقف شخص ما بجانبي. انظر إليه. وإذا به رونالد، نادل قهوة ستاربكس. محب قهوة الموكا البيضاء. صاحب الملامح الأفريقية. كان مذهولا من كمية الكتب التي أحضرتها معي، يسألني:- - إذا أنت تحب قراءة الكتب؟ - نعم، إنني أجد متعة في قرائتها - ألست مُدرسا أو شيء كهذا؟ أقولها وتشاركني القهقهات الخفيفة : - لا، لا زلت طالبا جامعيا. وإنما هي مجرد هواية. كان الحديث منوعا ما بين الأسماء التي تكتب على أكواب القهوة، لتكون بين أيدي الكاميرات في العالم الالكتروني الوهمي وصولا إلى عظمة الصباح وشرحي عنه حينما كانت اكتب هذه الخواطر واحلق بجنحان مهيأة لعقلي لكي يشدو بسميفونية خواطره. لحسن الحظ أن الأجواء رائعة ولم تشوبها الرطوبة. ولا فإنني سأستحم. أو بالأصح سأشتد برودة من هول العرق على الجسد والملابس. بينما نحن على دفة الحوار وقليل من بشاشة الصباح. قُلتُ حينها أني أجد متعة في قراءة الكتب العربية التي أستأنس لقرائتها كونها لغة أم. رويدا رويدا نصل الى الحديث عن مرض خلط اللغات الذي نعاني منه. إنه خلط العربية بالإنجليزية وتبدو وكأنها لغة مستقلة رسمية لبلادي. بينما كنت أخاطبه عن هذه الآفة إذا به يقول لي:- - صديقي، حينما تعلم الأمر في بلدنا، فإنك إن لم تستطع قراءة فقرة باللغة الأم في كينيا. فاعتبر نفسك بعيدا عن أرجاء العالم. لأنك لن تمتلك جواز سفر جراء عدم قدرتك على تحدثك باللغة الأم !!. وأضاف " خلط اللغات أمر لا يأتي بفائدة. فأنت عربي وأنا عربي فالمفروض أن تتحدث هويتنا. لنقول بعدها "على الانجليزية السلام!" دعونا نعود إلى عالمنا العربي. ونرى الجانب الإيجابي هنا، على أرض العز والمجد الإمارات العربية المتحدة. والتي لا تتوقف بها المبادرات في حفظ اللغة العربية وصدفاتها التي سئلت بها الغواص. عندما ترى شخصان بملامح إماراتية يتكلمان بخليط من العربية والانجليزية وكأن هناك لغة جديدة للقرن الحادي والعشرين نسفت قاموس اللغات نسفا. فإن هذا الشيء يدعو للتقيؤ. نعم، قد أكون منهم ولكن هناك لوعة غربة. انت تشوه هذا الكنز بداخلك. الضاد، جوهر اللغة العربية وكيانها. وأحب أن أزيد على ذلك لهجتنا المحلية التي نتداول بها. وتزدان بها ثقافتنا. فالعربية سواء كانت بعاميتها او بجوهرة فصاحتها رائعة. وهذه هي الحكمة في قوله تعالى ((وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)) فلو كانت اللغة الإنجليزية هي اللغة السائدة التي تتحدث بها شخصياتهم. لضاع مفهوم التعارف. وضاعت نكهتنا كعرب. نعم، جميل هو التعرف والخوض في تعلم لغة أخرى " كالانجليزية " ولكن ليس هنالك ماهو أجمل من أن تعبر بلغتك الأم! بعيدا عن استعمار لغة أخرى لكامل عالمها!! لا أقصد هنا أن لانتحدث بالانجليزية تماما. ونذر ابتكارات المستقبل. ولكن وجب علينا أن لانشوه كنوزا بداخلنا. كان لمعانها أشبه بالمجرة. 12/7/2019 م Comments are closed.
|
|