7/1/2018 لا سرادقات عزاء للطفولة ..الزرافة "جيوفري " تستعد لحزم امتعتها ، وتخرج بعد ان كبروا الأطفال في عينها. ولَم يعد هناك فرح وسرور الآن. في زمن يكفيه قول الله تعالى (( كل من عليها فان )). لا شعور ولا أحاسيس ولا وجدان يبعث الانس الآن. أمرها غريب فعلا. تجزم بأننا كبرنا ، ولَم نعد نقوى على المرح ، وفِي الجانب الاخر تصرح بأن نمرح دائما ولا نكبر حتى لو كنّا في أسوء الظروف. أودّ أن أقول من هذا المنبر الورقي إليها :- "إنتي لا تعلمين كيف أن الشوق داء ، فتاك للمشاعر ، قاتل للأحاسيس ، متهم وبشدة لسرقة العواطف .. إنتي لا تعلمين أن دقات قلب الطفل هو ما نريده الآن وبشدة ، وان البثّ والقنوط والتراجع هو ما نمتاز به الآن .. إنتي لا تعلمين أن الجيل الذهبي من الأطفال ، يعاني قسوة الظروف ، تائه بين مدلهمات الطرقات ، وبدلا من عادة الركض في ممرات متاجر الألعاب والاستئناس بالجديد منها ، سقطوا جرحى في ممر القَدَر بعدما تعاركوا مع وظائفهم ضد التقلبات المزاجية. دليل على ذلك حينما أكتب كلمات هذا المقال.أنقطِعُ قليلا لأواجه الصخب وأعود الى الكتابة مجددا فتُبتَر الكلمات فجأة وأعود بخُفَّي حُنَيْن .. إنتي لا تعلمين أن التقنية رغم نجاحها فهي فاشلة. في نظري فهي مهزومة من قبل الألعاب التي في جعبتكِ. لم تصل إلى عدوى الفرح. ولو خيروني بين التقنيات وبين الخروج منها لاخترت الدخول إلى الواقع قليلا وهو الخروج منها .. لا تسأليني عن السبب ، إسألي مشاعر الأطفال روحا ، العمالقة جسدا. إسألي الجراح التي تندمل من أرواحهم ، بسبب سيوف المصائب الملطخة . إسألي الأيادي وهي تتلمس الألعاب قبل ان تطئ جمر الشاشات. إسألي العيون الصغيرة التي ترى كل شيء في غاية الضخامة .. وانظري لمن ضحكوا مُجبرين على إخفاء طوفان حزنهم ، انظري إلى من كان التشائم بداخلهم عالما متصنعين الأمل. انظري إلى من صمتوا بما به الكفاية عن كل طارح أرضا. انظري إلى من سئم من مدن الأحزان لكنه أرغم على أن تجرى إجراءات تأشيرة الدخول. انظري للباكين على فقدان ألعابهم التي لمست الصدور قبل الأيادي .. ترحلين عنّا بعذر غير مقبول وتصرحين بأننا كبرنا ؟! فلتتكدس الأزمات المالية وليخسأ الثراء ، الأهم أن لا يرحل قلبكِ الأبيض ، فكري بذلك !! " بعد ذلك الخطاب أودّ الإعلان الرسمي الصادر من بلاد الأطفال : " لا سرادقات عزاء لحنين الطفولة ، ولا قصائد رثاء ، ولا حداد ولا تنكيس لرايات " حاولوا أن ترتدوا عن ظروفكم وأن تطلقوا العنان للبراءة .. حاولوا أن تنشئوا تحويلة مرورية لمجازر المشكلات ، وأن تفسحوا المجال لقلبكم الأبيض الذي يحب الحياة .. حاولوا ان تغرقوا في لُجِّ الكرات البلاستيكية الملونة وأنتم فرحين .. وهذه تحية ضخمة ، لكل من عاش عصر الذهب الخالص ، ولكل من لمست أياديهم تلك الألعاب .. سوف تُذكرون في صفحات التاريخ ، وستبقون منارة للأمم يوما ما .. Comments are closed.
|
|