8/29/2019 كل شيء حولك يدعوك للتأمل..
لا أمانع في القول بأن التأمل في جمال الطبيعة حلٌ أمثل لعودة النفس بشكل أفضل، ولكن هناك جوانب أخرى في حياتنا وفي أنفسنا تستحق التأمل. أعرض بين إيديكم هذه الجوانب الأخرى في التأمل علها تكون سببا في جلسة تأملية رائعة تبعث العظمة في حياة قصيرة. 1- التأمل في قدراتنا كبشر. فلدينا يدان ورجلان نحركها ونستطيع بها حمل أشياء تتفاوت من ضرورتها إلى بقاء ذكراها في القلب، والأهم أن نستطيع التعبير بها عن مشاعرنا. لم لانتأمل بها وهي تتحرك بكافة الإتجاهات وبدرجات ميلان مختلفة نستطيع بها أن نكتسب من بركة الحركة؟ سيُغنِينَا هذا التأمل نوعا ما وربما دائما عن التفكر في حال من فقدوا هذه النعمة! 2- التأمل في النعم التي وهبها الله إلينا. بينما نحن نغرق في لج الضغوطات، تسلب منا مسارات تفكيرنا لدرجة أننا نود البقاء في باطن الأرض لتبتلعنا. ونختفي بلمح البصر من مصائبها، بالمقابل هناك الكثير من النعم التي وهبها الله لنا وجب لنا أن نتأمل في أهميتها وقيمتها. منها وجود العائلة حولنا ونحن نستظل بها، منها وجود المال الكافي احتياجاتنا، منها نعمة الصحة التي تبدو في أوج غلاء ثمنها كونها لا تُرى بوضوح إلا في عين المرضى، منها نعمة الاستيقاظ صباحا في البدء بيوم جديد ومميز، وهناك من النعم أصغرها. نعمة التنفس. الشهيق يتبعه زفير من الأعماق يصفي هذه النفس ويذكرها بأن هناك فرصة جديدة ببقائنا على قيد الحياة. مثل هذه النعم تبقى ضخمة الأثر لحياة عظيمة! 3- التأمل في اللحظة التي نعيشها والتركيز على اللاشيء سواها، أن تكون كل ثانية وكل دقيقة وكل ساعة محكومة مِنَّا نحن، لا الماضي الذي يعيدها ولا المستقبل الذي يخيفها. هناك العديد من اللحظات التي تعمل ذاكرتنا وبكل جدية على عدم نسيانها، ولا تستحق أن يسرقها مشتت لدود. منها الاستمتاع بمرارة القهوة في تصفية العقل وتهيئته ليوم جديد. منها الاستمتاع بحوار مع الأهل أو الأصدقاء الذين يستحقون حقا والاستمتاع بالحوار حول مواضع شتى من الذكريات والمواقف المضحكة إلى القضايا العامة. منها لحظة أداء الجسم لتمارينه لاجل جسد سليم. والأحساس بجهد العضلات منها لحظة النوم العميق ورمي أثقال الحياة جانبا لأجل الاستعداد ليوم جديد. ولعل خير اللحظات التي أهملناها لسبب استعجالنا لخوض ظروف الحياة. وهي في صلاتنا لله سبحانه وتعالى. نسرع في قول آيات الله وأذكار الركوع والسجود والتشهد. لا أجمل من استشعار هذه الكلمات التي نقولها وندرك مدى عظمتها وقدسيتها بالبطئ في لفظها. وأن تشدد على الحروف لتبقى آثار معانيها الجميلة على قلوبنا. فنتذوق حلاوة الخشوع في الصلاة. ومنها نجسد قول الله تعالى في كتابه الكريم (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) هذه الأشياء التي تستحق فعلا أن نتأمل بها، لا أمنع عن قيام أي وسيلة أخرى للتأمل، ولكن هذه دعوة لكي نعود إلى أنفسنا ونتأمل في هذه الجوانب التي تكون حولنا، التي ما إن تحققت، سنجعل من حياتنا قمةً في عظمتها ! 29/8/2019 م Comments are closed.
|
|