10/22/2018 الحرب المرورية الدائمةمع تزايد عدد مرتادي الطرقات. وتفاوتهم ما بين العجول النادم والمتأني الغانم. وبين السائق الغني بتجاربه والسائق الطامح للخبرة في قيادة مركبته. تنطلق شرارة الحرب في ميدان الطُرُقَات. وكلٌ يجري إلى أَجَلِهِ بدلا من مبتغاه. هاهم ينافسون أحجية الكلمات المتقاطعة التي تقع في الصحف والمجلات. ها هي مركباتهم ترسم أحجية أخرى بسبب انتقالات المركبات من مسار إلى آخر وتقاطعها مع طرقات غيرها من المركبات بشكل مفاجئ. فلا أحد ينال هناءه في سيره وترحاله. والسبب بسيط. كل واحد منا يعامل مساره الذي يسير على خطاه كعرش الملوك. وهنا انطلاقة صراع العروش. عفوا ، الصراع السياسي بين حدود المسارات. فلا تدري أين حق الأولوية في العبور ولا تدري من المكلَّفُ بالوقوف. ولكن ، إذا أوشك على ضياع دربه ، ضحى بغيره من المركبات. بعناءها وشقاءها. بمشاعر سائقيها الثائرين ورائه. لأجل الوصول إلى وجهته الصحيحة. والحروب لا تأتي فرادى عبر الجانب الآخر. تشتعل ثورة المشاة التي سئمت من مشنقة الرصيف. ورأته كهامش الحياة الذي لا قيمة له. فثأرت قلوبهم لأجل حريتهم للشارع. والتي لأجلها لا يبالوا بعبور المشاة. رغم أنه مُخصَّصٌ لهم. ولا يكترثون بالإشارة الخضراء التي توجه إلى المركبات. فمعظمهم لهم القوانين الخاصة بالمرور من شدة المبالغة في حق عبوره. فنجده لا يبالِ للشرارة الحمراء الناهية عن عبوره في الإشارة الموجهة له. ولكن الأقسى والأمَرُّ من ذلك. هو حينما يعلن انتفاضته فجأة. لدرجة أن قلبه يشتد غضبا. من شدة تكدس ظروف حياته عليه. لا يتمسك بتلك الصخرة الصغيرة في محاربة أعدائه. فكان ركضه سلاح وعتاد. ونجد ذلك حينما توشك المركبة على الاصطدام به. ناجيا بحياته من القذيفة الموجهة إليه. مُكَبِّرا لانتقامه منها !! وفي وسط هذه المعركة الدَمَوِيَّةِ بين السائقين والمشاة. نجد روح حمامة السلام. عند القلة القليلة النادرة وجودها من السائقين اللامبالين بالنزاعات من حولهم. تفوح زهور الاطمئنان على حياتهم. كأن النقاء يمحو عن رؤيتهم الزيف. فكان وجدانهم هطَّالاً بألوان الطيف. ومهما نهضت الأزمة من ظلمة كسلها. فجعبتهم تضيء بالحل الذي يشفي غليل هذه الأزمة. ويطفئ نار الحرب بعدما استولى عليهم اللهيب. Comments are closed.
|
|