9/2/2018 رُعب بنكهة العِبَر (قصة قصيرة)خارج من سطح منزلي. اهتزازة من هاتفي المحمول. تنبئ بإشعار على هيئة رسالة نصية من أحد قيادات الشرطة. تسترسل فحواها باتهام أنا بريء منه وموجه ضدي. لم أكن واعيا بما يحدث من الأساس. ليأتي ذلك الرنين والضجيج من أمامي. ويعلن القصاص على أحلامي. تلك السلسلة توضع على يداي. وإلى مبنى ضخم يبعث الكأبة والحزن والغربة بكامل صورها. اتذكر مشاهد العنف من رجال الشرطة للمساجين في الولايات المتحدة الأمريكية، وبلا رحمة تتم أقسى أنواع التعذيب. أكثر من مجرد ماء بارد. وأقسى من صعقة كهربائية. ولكي تزداد قساوة تلك المشاهد، تم إحضار الأطفال المشاغبين الذين يدعون أنهم لا يخافون من السجن. ليصبحوا ممثلين في مشهد مع أولئك المساجين الذين لا يعرفون الرحمة. حتى مع الطفل الصغير. أتذكر ذلك المشاهد، لأنضم إلى تلك المجموعة. ونرتدي الزي الموحد للمساجين. العجيب أن هذا المصعد ليس كغيره عن المصاعد. فهي بوسع مساحتها تصل إلى مساحة غرفتي تقريبا. ولكنها بميزة واحدة فقط تتشابه مع مثل المصاعد القديمة المعرضة للصدأ. وأبوابها ذات النوافذ الصغيرة التي نستطيع أن نشاهد ما خفي من عالم الإنتقال عبر المصعد الكهربائي. فالجانب الأيمن والأيسر من هذا المصعد هو القابل للتغيير إلى عدة أبواب. هذه الأبواب تمثل الحياة الجديدة المليئة بالتشاؤم وإعدام الأمل حتى إشعار آخر. وما غير " السجن " إسما يستحق وصفه من شدة إنعدام الحياة عليه. تنتظرني حقنة نفسية لا تخلو من التعذيب، لأعيش أجواء السجون الأمريكية. حيث المشاحنات والصراعات وحلبات القتال. أتوق للعودة بأسرع وقت ممكن من تلك الكآبة التي أعيشها. وألجأ لحضن الوطن. لكن الضربة القوية من ذلك العسكري هي من أعلنت رفع رايات اليأس في سارية وجداني. غريب بين مجموعة غرباء. إنها السلاسل تواسي تلك الغربة. لانها تنتقل من سجين إلى آخر. وظيفتها كرحَّالَة في قضاياهم التي تحملها بين فينة وأخرى ، وكل قضية جديدة تبدو أسوء من أختها. وفي الطريق إلى السجن بتلك الخطوات البسيطة، ترسم في داخلي خُطَّة فريدة من نوعها، وفي وسط التخطيط تهب عليَّ رياح الخوف. إلى أن عصفت بي عواصفها. ورمت بي إلى مدلهماتها. واستمرت تلك العواصف إلى أن أتت ضربة الجندي، وتعلن موقعي الجديد. بفراش غرفتي. حيث استيقظ من ظُلُمة هذا الكابوس. وأعلن إشراقا جديدا للحياة بعدما حاول ذلك الكابوس التمكن مني. أعود لشروق الشمس. رغم اليوم الشديد قيظه. أعود لأهدافي وطموحاتي وأمجاد بطولاتي. للنور الذي يشع بداخلي معلنا فصلا جديدا من رواية الحياة الضخمة. مثل تلك الكوابيس، تبدو كإنذارا أكثر حدة من المُدى، وتحذيرا من الوقوع إلى غياهب البؤس والشقاء. والبعد عن تقوى الله. وتنبيها بأن السعادة والهناء لا تكون في أفعال لا تستحق الذكر ، ترتدي رداء البشرى وتخفي ما بها من تعاسة وحزن. وتصدر فيضان من الران ليغرق قلب ذلك المسكين. إلى أن يعلن الخوض في أرجاء المعصية. ويحبس في سجن أغوارها، ويستلم طوق الكلاب - أجلكم الله - من شدة رغبته بتلك الأوهام. مثل تلك الكوابيس، لاتخشى بها في نومك، بل هي من أجود الدروس التي لا تُنسى لحياة أفضل وأسمى. لمستقبل يشُع نورا. لتلك البشرى التي لا ترتديها الأجساد. بل لا تعترف بقياس الملابس التي نرتديها. هي لأرواحنا خير ملبس. ولوجداننا خير ملمس. هي كمشهد الرعب بنكهة العِبَر. Comments are closed.
|
|