روح الكتابـــــــــــة
Search by typing & pressing enter

YOUR CART

:: مِجهَرُ القِراءة ::

حصاد من بحار الصفحات وجزر الكلمات ..

8/19/2018

قراءة حول كتاب رحلتي إلى بلاد العرب للكاتب محمد البستكي

في هذا الكتاب يوجد بصيص من الأمل يحاول الكاتب اظهاره لنا في بلاد العرب. عن طريق تقمص دور السائح الأجنبي في بلاد العرب. عن طريق شاب أمريكي من أصول عربية يدعى " علي " ينكر هويته العربية ولكن يحاول والده أن يعزز فخره بأنه من أصول عربية ، عن طريق إهدائه لكتاب ألف اختراع واختراع: التراث الإسلامي في عالمنا ، وحثه على قرائته قبل سفرهم إلى اسبانيا. كان قصر الحمراء بالأندلس وجمال العمارة الإسلامية به ، بداية لرحلة بلاد العرب عند " علي ".

يُفاجأ صديقنا عندما ذهب إليها. لم تعد الحضارة التي صنعناها تتواجد الآن. وساد التحضر على أرجائها. لدرجة أنه سلب مجدا أعلينا بها شأن الأمم. وكون لنا لغة رسمية نلتزم بها شئنا أم أبينا !! من هنا بدأت انطلاقة وجهة نظر " علي " بالنسبة للعرب. كل اخفاق وكل محاولة للخروج من قعر الجهل. كل ذلك في سبع أبواب: اللغة العربية ، العلم ، المدرسة ، المتحف ، الرياضة ، المحبطون والباب الذي شدني جدا " الإعلام ".

حرص الكاتب على ذكر الفضل الذي نشأناه نحن العرب في كل باب. فذكر الاهتمام باللغة العربية واستطاعة الاستغناء عن فهم لغات كثيرة في بلدان شاسعة حول العالم. وذكر أصل الكلمات الأجنبية التي تعود إلى عروبتها. وذكر أهمية العلم الذي حبب في قلوبهم ، وازدهار الحضارة بفضله لتشرق على العصور المظلمة في أوروبا وأرجاء العالم. وهلم جرا.

أوصاف رائعة وصف لنا الكاتب في كل باب ، وخصوصا الباب الأخير " المحبطون " قدم بها رسالة صغيرة أخيرة. للحل في أزمة التخلف التي تعايشنا. ولكن أكثر باب شدني هو باب " الإعلام ". لو ننظر الآن لوجدنا الإعلام يكشف عن مظهره الثاني من فساد إلى فساد. لدرجة أن لقب الإعلامي وللأسف الشديد صار للتافهين ولمن لا يعرفون معيارا يعرف بالثقافة ولا مقياسا يعرف بالفكر. حيث صرح الكاتب في بداية الباب أنه " قوة تضاف إلى القوة العسكرية والاقتصادية ؛ فبالإعلام القوي تستطيع الدول أن تعزز قوتها الإقتصادية ، وتستطيع أن تسيطر على الشعوب بدون الحاجة إلى تدخل عسكري."

وكما بين الكاتب واستعرض أهم الملاحظات التي تصب في طريق الإعلام ووجهته منها إظهار القدوة. نحن لم نعد نشاهد في حياتنا قدوة إلا القليل. وكذلك الإبداع وانبثاق ضرورة الخروج من قعر الصندوق لنخرج مختلفين.

وسبحان الله ، اني اتذكر في مقالي لا نأسف للصيانة ، وكيف تطرقت للحال المشؤوم الذي وصل إليه الأعلام ، وكيف أن الظنون قد خابت وهو يظهر مظهره الثاني.
كتاب شيق لمن أراد الرجوع قليلا إلى أمجاد العرب والتفكر قليلا بمستقبل زاخر. لأن الماضي زائل لا محالة والمستقبل يفتح لنا بابه.
 

Picture

Comments are closed.

تأسست مدونة "روح الكتابة" منذ الأمسية الثقافية في معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2017 ، لتكون منبرا للكلمات وموجا عاصفا للمدلهمات ، كان مؤسسها والرعيل الأول لتأسيس صفحاتها محدثكم من وراء كواليس السطور { محمد الأنصاري }