روح الكتابـــــــــــة
Search by typing & pressing enter

YOUR CART

((والصبح إذا تنفس))

مقالات صباحية انطلقت من وحي آية من آيات الله العظيمة :)

12/26/2019

صباح من ضباب

صباح الخير!
رغم متاهة الضباب وأسوار الرطوبة التي تعيشها أجواء بلادي، أحرص على بدء عادات جديدة لاستمتع بصباحي البعيد عن ضغوطات العمل ، هذا الصباح الذي ما إن بدأت مراسمه إجازتك، حتى تستمتع أثناء عيشك للحظات استراحتك كمحارب في ميدان المعركة التي تهيئها لنا الحياة. صراعات لا تنتهي من أدناها لأعظمها. حتى تفسح المجال لروحك أن تستقبل الجديد في حياتها، بعدما خرجت من كهوف عملها!
لقد أعلن الكسل ديكتاتوريته في حكمه على روحي، وأتساءل حينها ، هل الدقائق التي نستغلها في عملنا تصبح مدخلا لاستراحة تقيدنا بدلا من أن تريح أعصابنا استعدادا للحظات جديدة؟ لابد لي أن أكرر المفهوم. أن عدم الخروج من منطقة الراحة قد يريحنا ولكنه في جانب آخر، يمنعنا من شغفنا. ولا أسوء من موت الروح!
فهذا ما حدث.. كان من المفترض أن أعيش اللحظة من صلاة الفجر كما كانت عادتي في صباحيات نهاية الأسبوع. لكنها ضغوطات الحياة كانت الأسرع. وكما هو المعتاد حينما لا استيقظ وأشد العزم لصلاة الجماعة. أجدني متأرجحا بين نداء المنبه والفراش. أطفئه وأعود. إلى أن تنتحر لذة الاستمتاع باليوم مبكرا.
بينما الكل يرتحل إلى وجهة عمله. من مقاعد الدراسة إلى مقاعد الوظيفة. فأنا كذلك، علي إطاعة أوامر القيادة المركزية في المنزل، وأنفذ المهام الأسرية. وبما أنني الأخ الأكبر من الذكور، فأنا أتحدث عن مهنة وزير النقل والمواصلات في هذه الأسرة. المقود أمامي وصراع المركبات حولي. وماعلي إلا لعق الصبر في مثل تلك الحروب الطاحنة التي تشتد في فعاليات العودة للمدارس.

ولكن رغم الازدحام المعتاد، الذي لا يأتي بجديد سوى بعث الكآبة في نفوس السائقين، أحرص على بدء عادات جديدة، وأعلن بطولتي في الذود عن النفس وجعلها تتلهف للجديد متحلية بروح المخاطرة. فرغم أجواء الضباب على النوافذ وأسطح عدسات النظارات. أحرص على أن أنهي كتابي الذي أقرأه أثناء ممارستي لرياضة المشي وفي بقائي في المركبة لأشاهد إزدحام المركبات ولم يبق إلا فشارا ومشروبا غازيا. هنا يا صديقي، أغذي فكري وروحي وجسدي في آن واحد!
رغم ضبابية المشهد بين عيناي وسطح نظارتي الطبية التي أرتديها. – إذا كُنت مثلي، ابارك لك انضمامك إلى نخبة المكافحين لهذه الحادثة الأليمة – أُقبل إلى دبي، واستمتع بها وهي ترتدي ثوب الصباح. في ظل غياب طلبة المدارس والجامعات وارتحال الموظفين إلى محطات الكفاح. وهنا النفس طفلة بريئة تتسع حدقات عينيها من رؤيتها لذلك الجمال. وأبحث عن أفكار وسط المحلات التجارية، لتوسعة جديدة لغرفتي. ليست بالضرورة أن تكون في مساحات الحدود واحتلال الكيلومترات المربعة. إنما توسعة تقضي على الفراغ الموجود بغرفتي. وإن أجعلها حية. لتبدو متنفسا للروح، وأكثر من مجرد غرفة نوم!
وأعلن من متاهة الصباح الخطة النهائية. حيث أعلن التوقف عن كتابة خواطري الصباحية حتى إشعار آخر. فمن يدري؟ لعلي أبصر الأجواء الباردة النادرة في بلادي، فيكتب حبر الروح عنها وخصوصا في صباحها الباكر حينما يحجب ضوء الشمس سواد الغيم. من يدري؟ لعلي أحزم الحقائب وأسافر في بقاع العالم، بعدما اشتاقت العينان لرؤية العالم! وأكتب استمتاعي الصباحي وأنا استلقي على الخٌضرة الفطرية النمساوية وروحها الأخرى العُمانية، أو في انتقالي إلى الجدران الأوروبية العتيقة وانتقال المعاطف في ارتدائها ثوب الشتاء أو في خير بقاع الأرض وجمال سواد الكعبة فيعلن آذان الفجر خير اللحظات، عندما تعيش الروح جنتها في بيت الله الحرام!
إنها استراحة شغف، حينما تكون محاربة وتكتب معادية من يعاديها ومن يعلن خسارتها! لأعود صائد لحظات بل مفترسها. فلسفة افتراسه هو في اختيار أجود أنواع اللحظات التي تكون أكثر من مجرد وصف لمطاعم فارهة تتقن زخرفة الكلمات!
9/9/2019 م


Picture

12/26/2019

عندما ندمن الاستيقاظ صباحاً

إشعار صباحي جديد !
صباح الخير!

أفكار الصباح تمتاز بشقاوتها. انتظر أثناء استيقاظي في ساعات الصباح الأولى لأجل كتابة المقال. فأجدها غائبة. انتظرها ولا يجدي النفع. إلى أن أكمل تفاصيل اليوم واملئ كل دقيقة بترحالي المعتاد إلى أروقة الصباح. أعود لمدونتي الثقافية الإلكترونية. وأضع كل ماكتبته في صباحياتي في صفحة لمفردها. لقد جعلتها قيد الإنشاء. ويا لها من حكمة ذهبية! أفكار لمفردات وجمل، لم أتوقع بأن تنمو في سطح أرض عقلي. لأكتبها فجأة عبر تلك السطور وأتقن بها صيد الأفكار بكل احتراف منتقماً من شقاوتها. لا أنسى بأن أوج الاحتراف كان في مرور الكرام على المشتتات كإدمان الهاتف الذكي رغم تقيُّدِي ببعض من قُيودِهِ الصُغرى! لكنه إدمان صناعة الأثر! إدمان يستحق إدمانه، يُنافس الإدمان السلبي المعتاد! أتذكر كتاب اعترافات أكاديمي متقاعد للدكتور عبد الخالق عبد الله، واتذكر رسالته في دحر المفهوم السلبي للتقاعد المتمحور حول إعلان نهاية الحياة. وبروز المفهوم الإيجابي له، المتبلور في تسليط الضوء للمجالات الأخرى التي يسعى الشغف لها.

هكذا كان صباح يومي. كان العقل خاليا من الأفكار، إلى أن أتى وقت صيانة المقالات. وتأتي معه سهام السخرية من إرهاق العمل. نتاج إدمان نسمات الصباح وطاقاته الهائلة على أنفسنا. لم أنس تلك اللحظة التي كتبت بها سطور مقالي الصباحي الأول "ذعذعة فجر". لأعلن توسعة جديدة من توسعات التغيير على حياتي. كان ذلك في اليوم الأخير من أيام شعبان التي تستعد لصيام رمضان في عام 1439 للهجرة. لاستغل يومي، اعبئ ساعاته ودقائقه وثوانيه بقيادتي. كانت من أروع الصُدَف. عندما كنت أهيئء الأفكار مع قطرات المطر التي ترسم الغزارة على شوارع مدينتي. وزمجرة صوت الرعد مع لمعان البروق الذي يعلن البقاء في تلك الأجواء الباريسية بداخل وطني.

سيدي الصباح ..
وأنا أكتُبُ تَفَاصِيلَك، وأحرص على عدم إهمالها في أيامي خصوصا في مثل تلك العطلة البعيدة عن قيود العمل والمسؤوليات. لم أنسى نشوة الطفولة في الهروب لأجل عيش تلك التفاصيل المذهلة! لم أهمل تفاصيل الطبيعة من حولي رغم ضوضاء المدينة! لم أهمل إلهامك في إعداد محبرتي واستجمام عقلي لتهيئته مع ظروف الحياة وجها لوجه! لم أهمل هذه اللحظة التي تستحق رؤيتها بكل معاني الحب والعشق. شروق شمس الأمل بعدما أظلمت ليالي اليأس !
سيدي الصباح.. هنا اعترافُ مُعجَبُك، لقد أدمَنتُكَ وَبِشِدَّةْ!

23/8/2019 م

مقهى ستاربكس - سيتي ووك بدبي


Picture

12/26/2019

الصبح عيد بهيج!

صباح الخير!
كان من المفترض أن أكتب تلك الكلمات، في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك. في مثل تلك الأيام، تبدو لحظة شروق الشمس مشفقة على أعين العاشقين المترقبة لموسم الغروب. ما أجمل أن تغيب شمس العناء، ليطربنا الليل بأهازيج الانتصار. وما أجمل لحظة شروق شمس الانفكاك عن القيود لنستمتع بكل لحظة في مثل هذا الأيام التي تمتلئ أُنساً. كان من المفترض أن أتذوق من سُكر حلاوة الصباح، من صدى التكبيرات وهي تعلن انكماش الهموم ودحر الأفكار السلبية التي تختزن بداخل عقلنا. تُعلِنُ بأن القلب يعلن ولائه لله الذي وسع كرسيه السماوات الأرض – جل في علاه -. يُكَبِّرُ اطمئنَانَاً، يُهَلِّلُ مُخلِصَاً، يَحمَدُ راضياً مَرضِيَّاً. كان من المفترض أن أكتب تلك الكلمات في لحظةِ زِيَارَتِي للأرحام وكما هي عادتنا في جعل عيدنا من أجمل الأعياد دائما وأبدا. لنفاجأ بصدمة سفر الأقرباء إلى برد أوروبا بعدما تقيأوا حسب نظرهم من لهيب الحرارة في صيف بلادي. يقل حضور الأهل في مجالس العيد. الأمر الذي جعلنا باقون في المنازل إلى غروب الشمس بدلا من لقاء الأرحام والشوق بعد طول غياب!!! تلك الصدمة التي جعلت من الغيبوبة الجماعية التي نعانيها في فترة الظهر، تبتسم ابتسامة خبيثة وتنظر بعيناها الحمراوتان متسللة بمَكْرٍ. لنعلن الهزيمة مبكرا، ويصبح الفجر موسم حداد بدلا من بهجة !! ما أجمل لحظات العيد وهي في وطني، حيث شقاوة الطفولة، وثراء العيادي (العيدية) التي تعارض قانون الأعمار. هذه اللحظات إعادة لشريط حياة من عروش الطفولة. حيث منطقة الغبيبة بالشارقة. التي تعيدني كلما أزور الأرحام الذين يسكنوها إلى طفولة عشتها لتعيش بي حتى في تضخم حجمي. هي ليست بقريبة من بساطة الطيبين بشدة ولا مدمنة بأسوار التكنولوجيا، كانت في نقطة المنتصف. نقتطف زهرا من هنا وهناك. كُنَّا نمتلك هواتف النوكيا العتيقة، وفي الوقت ذاته لا نستغني عن لعبِ كرة القدم وقوانينها الآتية من كوكب بلوتو، والألعاب المسلية الأخرى والبعض منها التي كنا نلعبها بقلم وورق. كلما أزور أرحامي هناك، أجِدُ في النفس حنين للمشي إلى الحدائق بدلا من المركبات التي أركبها الآن لأجُوب أرجاء المدينة. إنها الطفولة تلهمني كلما أكتب خاطرة صباحية جديدة. في الوقت ذاته تضيف معنى آخر للعيد تسكن بداخل شخصية استجابت للقدر وكلمته الأخيرة المصيرية. بعدما كانت منكمشة ترى كل شيء صغير، في غاية العظمة !!

بالرغم من الملل الذي انتابني من هول الصدمة في يوم عيد. ليس هنالك صدمة أشد من رحيل الأقرباء إلى الخارج ترفيها عن النفس في يوم تفرح به القلوب، ونزد بها صدمة الإندماج على الهاتف المتحرك بعيدا عن التواصل الحقيقي – والذي اعترف به في بعض الأحيان رغم سعيي المتكرر إلى تركه جانبا -. ولكن مادام العيد فرحة وهبها الله لنا. فلم الحزن؟ سأفرح حتى يمل الفرح من فرحي! لدي أصدقاء أخرون. كُتُبي وقلمي وقنبلة الشغف الذرية التي تسكنني. أزيد من دواوين الشعر بيتا، الصبح يبقى عيدا بهيجا، نستأنس به من لحظة شروق الشمس في رؤية ألوان الشمس الزاهية، ندفن الأقدام في مدافن الرمال بشاطئ البحر، ننطلق بنشوة انطلاقة حياة ونطير عاليا، لينتابنا النعاس في فترة الظهيرة وتعلن الاستسلام للغيبوبة الجماعية. كما هي أجوائنا في العيد. صُبحٌ مَلِيٌء بفرحة ينتهي بمصرع خلَّفَ عددا من الضحايا التي ترحل بسلام في أروقة المجالس. ربما يكون عنوانا لصحيفة الغد، وتترأس الأخبار السياسية، متأكد بأنه سيكون أكثر لطفاً من قطرات الدماء!! كل عام وصباحكم يزداد أنسا لتبقوا بخير أبديّ!

16/8/2019 م

الخليج التجاري
Picture

12/26/2019

أروقة صباح

صباح الخير!
أن يكون صباحك في يوم عطلة، هو أن تكون النفس ضيفة شرف في موسم استجمام استثنائي، يلطفها ويزعزع شقائها بعد يوم متعب. لا تبدأ رحلتها إلا بعد ابتعادها قليلا عن الجسد الذي يضمها. تخطو مدافن رمال شاطئ البحر. وتستنشق رائحة صفاء البحر لأول مرة. هنا تتخيل أن الصباح مثل أروقة قصر قُدَّت بنيانه من زخارف تجيد التسلل، ولوحات فنية تشعل المُقَل أينما تكون. أو مثل ساحة خارجية خارج أروقة القصر. ونوافيرها التي تتطاير قطراتها عشقا. بأشجارها التي زرعت لتطرق طبول الحياة وتزعج البؤس والضجر. تشتعل المخيلة بذكرى رحلتي الأوروبية في أحد مواسم الصيف في قصر نيمفينبورغ في مدينة ميونخ الألمانية. والنكهة الأوروبية التي تضفي شيئا من الهيبة في أرجائه.

هكذا يكون الأمر عندما تصبح ملامح السعادة في يوم الخميس، اتحدث عن عدوى العشق، حينما تصيب يوم الأربعاء. يصبح ليوم الأربعاء نكهة أخرى بعيدا عن اعتياده كيوم عمل لا جديد فيه. كأن ترحيبي ليوم الخميس كضيف، أهلكته ساعات الأيام التي تمر ببطئ، وتجمدت كجبال جليدية صلبة. وكأن تلك العقارب تنفي عادتها كقطرات تتساقط بسرعة من شلال يسيل، إنها تبرز شدة خوفها من المرتفعات. أهلكته تلك الثواني البطيئة، ليعود بعدما ازداد ألما من عجلات الضغوطات وأكثر الترحال ما بين محطات الشوق غصبا.

بينما الأغلبية تعتبر هذه العطلة مناسبة في مساءها. أنهض من سباتي، من قيود منطقة الراحة، من قيود وسادتي التي تتعلق بي، من هواء المكيف الإرهابي الانتحاري المهدد للاستيقاظ. ليلامس الماء جلدي، يطهره من شظايا الكسل والخمول، يهيئه لأهبة الاستعداد لصلاة الفجر. وكما هو مميز في مثل هذه الفترة. هذه الصلاة الاستثنائية، في تساوي الصفوف، في لحظة رمي أثقال الحياة بكامل قوتنا إلى الوراء، لحظة وجهة النفس لرفيقها الأعلى، إلى نعم المولى. الله أكبر، قداسة كلمة تجعل من القلب مُعلِنَاً ولائه لخالقه. وكأن له مُقلَةً تَدمَعُ حُبَّاً بعدما سيطرت عليه الأهواء التي أعمت فأعمت. كما تقول أحدى روائع الشاعر الصوفي ابن الفارض والملقب بسلطان العاشقين. أُطيل البقاء في جدران المسجد، واقرأ كتاب الله الذي يدخل القلب حتى ولو لم تكن تقرأه. مفرداته تتسلل إلى القلب إلى صفحات أيامنا التي نكتبها.

أخرج، وتخرج معي بوصلة العادات عن مسارها لأجل صباح أفضل. أسمع لصوت المذياع. أنفض الغبار عن تلك الموجات الصوتية. وكأنني خرجت من ظلمة كهف، إلى حياة ملؤها شغف. هكذا يبدو الوضع حينما تخرج من أسوار برامج التواصل الاجتماعي وتعود لشغف تشتاق إليه فيضمك بحرقة. هكذا كانت مواسم البرنامج الإذاعي صباح جميل عبر أثير إذاعة دبي، تنفرج أسارير روح الإعلامي الإماراتي عبدالله اسماعيل المرحة والمستأنسة خيرا في كل صباح. لتدغدغ كل متصل يُقبِلُ إليه. ولأن للوقت بساط متسع يبدو أبديا. تتجه به الأنظار في جمال الصباح في إمارة دبي. هنا التراقص حُبَّاً. مثل فضول الطفل الصغير في ربط مخيلته بأروقة ذلك القصر.

هكذا كان مبنى الدخول في أروقة صباح هذا اليوم، اتجه إلى تلك القاعة. مكتبة الصفا للفنون والتصميم في إمارة دبي. هي التحفة الفنية الفاتنة من شدة روعة جمالها. المكتبة ترتدي فستان عرس رُقِيِّها المرصع بجواهر الفنون. ببياضها الطاغي بنقائه حول جدرانها. أكمل المشوار على سطحها بقراءة الملحق الثقافي بجريدة الاتحاد. كم أحب قرائته. كأنه يقول لادماني على هاتفي الذكي عليك السلام. ليبدأ السرحان في سطوره. وكأنه عودة لانتظار العدد الجديد لشراء مجلة ماجد بعد الخوض في مقاعد الدراسة. للتسلية والمعرفة في آن واحد. أعود لكتابي. راحتي كقارئ تبحث عن وضعية مناسبة لأجله. أجلس هنا وهناك. لا أحب أن أجلس في مكان واحد وأنا أقرأ كتابي.

أخرج، لاتجه إلى القاعة الأخرى، جارتها. استمع إلى المذياع مرة آخرى. تواصل الروح المرحة مشوارها في إطلاق موجة جنون صباحية. تترابط نهاية البرنامج بمنظر برج خليفة، أطول برج شامخ بناه الإنسان على مر التاريخ وسجلات الأزمان. يسطع شموخا ومعه شموخ الشمس في نداء الصباح. تتواثب تلك النوافير الصغيرة في مقدمته. وكأنها تُبشِّرُ بخير وتهمس: لم يزل هناك وقت! حلِّقْ مستمتعا. أذهب إلى دبي مول. الوجهة المفضلة في كل عطلة. مللت من ترددي إليه مساءا ليصبح الحل الأمثل في التردد إليه صباحا. لينكمش الملل على هيئة صرصار صغير بينه وبين موت بطولة طيرانه قذيفة حذاء تجعل منه قتيلا في معركة دامية بساحة دورة المياه – أكرمكم الله -. ويكبر جمال دبي في عيني منذ صغري إلى تضخم حجمي رغم ازدياد الأثقال على كتفاي. أعود لمكتبته التي أعلن منها عن انتهاء عقدي معها.بعدما كان فيضان الكتب في غرفتي. سوف تبدو قريبا مستودعا خاصا للكتب، أكثر من مجرد غرفة للنوم!

أصل للساحة الكبرى من تلك الأروقة، واجتماع الضيوف في مقاعده الفاخرة. مركز الشباب في أبراج الإمارات في إمارة دبي. المكان الأمثل بالنسبة لي. أتحدث عن روح شبابية وسط مقاعد رجال الأعمال والخطط الاستراتيجية. الصباح هنا يشهد ازدحاما هائلا. الشباب ورجال الأعمال. في ملحمة تماوجية تعكس معنى مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم " لا أحب أن أرى أحدا ليست له هواية أو شغف في الحياة. البطالة ليست فقط في الوظيفة، البطالة تبدأ من الفكر." استكشف في عالم حصيلة أدبية جديدة. أبحر في قاعها. لا أريد لدفتين أن تبقى حبيسة أدراج أرفف المكتبة. هي ذاتها تريد يدان. بل تريد عقلا متفرغا للابحار معها.

تعود بي قيود الأخطبوط، وتنتهي تلك المراسم الرائعة في أروقة هذا الصباح. أعود لظروف الحياة. لزلازلها وبراكينها على هذه النفس. لم تتبق إلا المهمة الأخيرة. استلام تلك الشهادة. شهادة انتصاري في معركة من معارك حياة. أدركت للتو أنني مصاب بلوعة شوقي لها. الحياة الجامعية. هذه المهلة التي كنت أكرهها. انتقمَتْ مِنِّي بِمَشَاهِدِهَا التي تعيد الحنين. أحببتها لحريتها. أحببتها لأنها تعلن أوج مسيرة العلم. وما علينا إلا المضي قدما. تنبعث هذه المشاعر وأنا في ميدان الرجال أثناء تأديتي لواجب الخدمة الوطنية. تشتاق لتلك الحياة المدنية المليئة بالحرية في حياة تنعدم بها أساليب الحياة لأجل بناء تلك الشخصية الفذَّة. أعود بالحنين إلى تلك الأيام. لكنِّي انتظِرُ قُدومَ الطُلاب ليزداد الحنين لهيبا. الكلية خالية من الحياة إلا من بعض الموظفين. لتبدو وكأنها كمبنى مهجور تماوجت به أمواج الرعب وتلاطمت على جدرانه. أعود للنور بعدما أبصرتُ الظلام المسيطر بداخل الكلية في مثل هذه الأجواء. ومعي شوق ابي فراس الحمداني يقول : بلى انا مشتاق وعندي لوعة..


أعود إلى أسوار منزلي. فتبدأ تلك الغيبوبة بعد طول ترحال في هذا القصر. قيلولة الظهر. تتساقط عليَّ أسلاك الكسل. كما هو الحال في غرفة الإنعاش ولحظات تكاد قلوبها أن تتساقط خوفا في مركز الطوارئ. حيث لحظة إعلان القدر كلمته الأخيرة. التي لا تأبه بعرق أو طائفة أو دين. ولا تكترث بثروة ولا جاه ولا شهرة من متابعين. أفوق من السبات فجأة. لا زال حنين الصباح في داخلي. منذ تلك اللحظة، عرفت أنه لا مجال للعودة إلى أحضان المساء ورؤية العين لجمال البدر. ولكن هذا هو المصير. أصبحت مسائيا حتى إشعار آخر. أقولها مرارا. ظروف الحياة لا تكف عن ملاحقتنا.

لكنها ليست النهاية. نهاية هذه السطور التي كُتِبَت في بداية شهر اغسطس لهذا العام. انهيتها اليوم في ساعات الفجر الأولى في مقهى كوستا بمطار دبي الدولي ومبناه الثالث الفسيح. محاكاةً لطقس كاتب، تمكن أسلوبه الممتع من عقلي ومعه مؤلفاته الرائعة . بين دموع الاشتياق التي تتفجر ينابيعها لرؤية حبيبها الغائب. وارتفاع حرارة العناق بين الأحباب بعدما كان سُمُّ الغياب..

9/8/2019 م
مقهى كوستا
بمطار دبي الدولي المبنى الثالث

Picture

12/26/2019

المكيف، إرهابيٌ قاتلٌ للصباح

من الطبيعي بنا نحن كبشر، أن ننال الراحة ونستلقي استعدادا ليوم جديد. بعدما كان عملنا في هذه الحياة وتتصبب النفس عرقا بعدما كانت أثقال الجهد هي من أدت دورها للتو. وعلى وجه الخصوص في مثل هذه الأجواء الحارة. حيث نحتاج إلى نسيم عليل يلاطفنا بعد أمواج من تلك الحرارة الملهبة. تأتي برودة هواء المكيف كحل لهذه العقدة. تضمحل أهميتها شيئا فشيئا عندما نكون في سبات عميق. تقيدنا هذه الراحة بفضل المكيف الذي يصبح فجأة يصفعنا لصدمته، ويكون ضمن القائمة الإرهابية المهددة لحياتنا. لأنه يحرمنا من متع عظيمة تبرز حينما نفك هذه الأسوار ونخرج قليلا.
هكذا كان صباحي، كان الكسل والملل يغلبان النفس ويترك الشظايا التي تسبب مرضا خطيرا. رغم أن المشاهد التي استمتع بها هي نفسها ولم تتغير. صفاء البحر. مدافن الرمال. جمال المدينة في استقبال مراسم الصباح. لكنها الراحة عندما تكون منهج حياة. ودستور لسكان الأرض. فأبشركم، الحياة ستبقى معدومة. بل مقبرة بنتها الراحة كجزء من خطة نيلها للعقول البشرية والأنفس الطامحة.
هكذا هي الحكمة. ما خلقت العطلة إلا لتكون كمحطة استجمام روحية لتعود نشطة مثلما كانت في عملها في سكة قطار الحياة الذي يسير على منهج بقائه رغم الضغوطات التي لا تنتهي. دائما ما أتذكر تلك الحكمة التي لابد منها. اجعل التركيز للقيم الايجابية واترك السلبية أدراج الرياح. ربما يكون العمل متعبا. ولربما يكون مملا كونه يختنق من غبار الروتين الممل. ولكن رغم ذلك نركز على الأثر. آثار الروح على العالم. عوضا عن آثار الأقدام على الأرض. ولربما يكون الأمر متعبا حينما تستيقظ مبكرا في صباح العطلة. ولكن جمال المنظر حينما تتأمل ترحال الألوان في مراسم شروق شمس العطلة. وعيش لحظات البهجة، بعدما أشرقت شمس العناء في أيامنا المتتالية.
تمنياتي بصباح جميل رغما عن ضغوطات الحياة!

27/7/2019 م
مقهى كاريبو - قناة القصباء بالشارقة

Picture

12/26/2019

صباح الخير من حيِّ الغيوم

رغم الحرارة الشديدة التي أكررها بين سطور خواطري الصباحية، تلك التي تفسد المزاج وتزداد لهيبا عند المتأخرين عن ساعات الصباح الأولى الذهبية. أحمُدُ اللهَ على نعمته العظيمة. في مثل هذا الصباح أشهد في الأفق الأعلى. حيَّا سكنِيَّا قُدَّ من غيومٍ. صنعها رب السماوات والأرض. كأنك ترى الغيوم بنيانا وقرى. كأن السماء شوارع ممهدة. ما إن تقبل مراسم استقبال السماء للشمس. مُهَدِّدُ سوادها. حتى يقبل شعاعها فتتسلل أجواء هذا الحي إلى هذه الأرض. ويقبل يراع النور. لينتقل المشهد إلى حَدَقَةِ النفس. تلك التي تبدو كمعمل يحول المشاعر المكتوبة إلى لغة مقروئة للنفوس.
لحسن الحظ أتت رحمة الله وسط لهيب درجات الحرارة في مثل هذا الشهر الذي نعدُّ على انتهائه عدا تنازليا. تغيب أمواج الرطوبة المعتادة. وتقابل ذعذعة النسيم بعدما يذعذع الفجر هذه الملامح الكسولة. هذه هي المتعة حينما تقتطع تذكرة الملحمة الصباحية من صلاة الفجر في جماعة. الحضور قليل. والأجواء تضجُّ هدوئا يفوح منها روحانية. وكعادتهم. تلك الكائنات الليلية المزعجة في سبات عميق. لا نعلم، لربما يظل الخمول هو ما يبقيهم متهمون في قتل شرف حياة من المفترض أن تستحقهم لكنَّ إزعاجهم هو جعلت نفسها تبتعد عن شرارتهم. بالنسبة لي. لا يزال صداهم المزعج في مسمع ذاتي. يحاول الشيطان هنا أن يدبر مكيدة انتقام. ولكن ما إن يقبل التشهد في آخر الصلاة حتى تنجلي تلك الخطط. كبنيان رمال الشاطئ. سّهلٌ هدمها حتى من طفل لم يمر على آثار خطاه للدنيا شهور وأعوام. وكعادته لن يموت خداعه، بمجرد استعاذة من شره، تصبح المنشأة العسكرية التي أنشأتها النفس لحماية العالم الذي بداخلنا محميٌ وبكامل تفاصيله من كيد الشيطان ومن شر جنوده. (( من شر ما خلق )).


ربما تلاحظون أنني أكتب مرارا في مقهى ستاربكس في حي دبي للتصميم. لقد عرفتكم على أحد الأماكن الملهمة لي في فن الكتابة الصباحية. وأزيد بأن الأمر يزداد متعة عندما تجد إنسانا يشاركك متعة الصباح وروعة الحديث. في زمن شاب فيه السرور. وربيع المزاجيات المتقلبة الموحش هو من يشرح كل شيء. أعرفكم على أحد المستمتعين بالصباح رغم الظروف الحالكة. إنه رونالد نادل القهوة التي نبعت بداخله أدغال أفريقيا وصِحَّةَ أهلها رغم ظلال الفقر. ليأتي في رفاهية الخليج. ويعد تلك القهوة التي تفجر أسوار العقل التي جعلته سجينا محروما من الاستمتاع بالحياة. ويكتب الأسماء تخليدا للذكرى مع الإسراف في التباهي. نتبادل أطراف الحديث في مواضيع شتى. ربما الغربة تسكنه. لكنها الإمارات وطن للعالم أجمع. كادت أن تكون كلمات هذا المقال الصباحي قصيرة في بداية كتابتي له. ولكن حينما يشرق الصباح على النفس الشغوفة هنا جمال الفرق. لكن، ما أجمل قلة الكلمات، وبقاء أثر الإحساس والمعنى! لستُ أدعي ذلك بل أسعى إليه. بينما حي الغيوم يختفي فجأة ولربما تعلن السماء صفائها كعادة زرقتها!
26/7/2019 م
مقهى ستاربكس - حي دبي للتصميم

Picture

12/26/2019

صباحٌ برفقة قطة

أمواج الرطوبة العاتية، تقذف بأمواج أفكاري في مستودع عقلي أرضا. وتجعل من قطرات العرق آثاراً تُطبع على سطح هذه الأرض. إنه فصل الصيف لا يعترف بآثار الأقدام. لكن التفاصيل بقت هي ذاتها كما أحببتها. نقطة البداية من صلاة الفجر. البقاء بالمسجد قليلا كي لا يغفل القلب عن ذكر نعم المولى. الروحانية التي تنطلق من شفاه القلوب. لينطلق المنظر الأروع الذي فات قطاره على النائمين المقيدين بأحلامهم، المستعدين لشوط آخر من إختناق وصخب وإزعاج الليل. ولملحمة أخرى من زمن التفاهة الفنية ورخص الكلمات والألحان. ولموسم آخر من مواسم القطيع والروتين الممل. هذه لحظة الإنتصار. تشرق الشمس وتشرق نشوة سعادتك معك انتقاما من حياة لا تستحق!! أتذكر فيلم الأسد الملك، العمل السينمائي الذي نال قلوب الجميع منذ زمن مضى. وبقت شذراته في قلوب الأطفال التي سكنت بالأجساد العملاقة. أذكر مشهد الأسد " موفاسا " حينما قال لشبله " سيمبا " : " يوما ما ستحكم كل بقعة سطع عليها نور الشمس في هذه الأرض، سيكون مُلكُكُ يا سيمبا". بعيدا عما يجري من أحداث بعد هذه الجملة. ما بالك حينما تعيش كل لحظة في هذا اليوم ابتداء من تكبيرة خالصة لله، وتقول في نفسك " أيها النائمون بضوضاء "نخيركم" ابقوا على حالكم. لقد توِّجتُ مَلِكاً الآن على هذه القطعة الثمينة من وقتي !! ". هذا ما أعنيه. المزعجون. المضمحلون. اللامبالون. الشياطين على هيئة بشر. سُجِنُوا في سبات عميق. وما دام الله الملك الحق المبين – جل في علاه – معنا. فما أجمل القوة عندما تكون منه. فنحن لاشيء بدون قربه ورحمته لنا.
وكعادتي، مع القهوة التي أحبها. الصحيفة التي أحبها. الكتب التي بحوزتي. وعقلي الذي تصبب عرقا بعدما أدمن ما بين الدفتين. طرب الآذان بزقزقة العصافير وجنحان أَمَلِها. شغف العينان ليراع الذهب من شعاع الشمس. لم يفتني شيء. تسللت لحظة ظريفة جدا. قطة كانت تنتقل بين مقاعد مقهى ستاربكس. مثلما كان " سيمبا " حينما أبحر في هذا العالم الكبير وهذه الطبيعة الفسيحة قبل أن يكون ضحية خطأ أوقع بحياته أرضا وجلب العار لها. شاهَدَت كوب القهوة المثلج. اقتربت منه. أُبعِدُهُ عنها. وأعود بداخل المقهى. خوفا من أن يمسني ضرر منها وكما هو المعتاد في " قطط الفريج " التي تنتقل من التسلل نحو البيوت وربما إثارة الرعب في أفرادها. إلى عزف مقطوعة مواء موسيقية صنعت من عنف وشجار. جعلت من بقاء ألحانها للأقوى بين قطتان !!

أحسست بالذنب كوني لم أشاركها قهوتي. لا أريد أن أحرم أحدا من سعادتي في هذا الصباح! فكيف يكون الحال بجانب قطة! واتذكر فجأة وأنا اكتب هذه الكلمات عن الهرة التي كانت سببا في دخول امرأة إلى النار. لم تدعها تأكل من خشاش الأرض! أعود للخارج واترك جرعة القهوة المتبقية لها. لأفاجأ بالتهامها بعضا من صفحات جريدة الإتحاد التي وضعتها جانبا بعد قراءتي لها. وخَرَجت، لتتسلل ثانية بين المقاعد. ليتها التهمت الكلمات بدلا من كومة الورق الميت. بل ليتني أشاركها كوب القهوة. فلولا تلك الحادثة لربما تصبح القطط أكثر من مجرد ممتلكة لسبع حواس! ربما تشاركنا إدمان القهوة والكتب. كما نحن الآن!
وكأنه تود ان تفصح بمواءها وهي تخرج من عالمي، وتقول : " كم أنتم ظالمون أيها البشر!! تريدون سلب حياتنا لاجل معيشتكم، ولا تريدون مشاركتنا معكم كبشر ! ، ميااااااو!! "
19/7/2019 م
مقهى ستاربكس – سيتي ووك دبي

Picture

8/22/2019

عندما تصبح الطبيعةُ ضوضاء لكل المشتتات!

وكما هو المعتاد. صراع عنيف مع النوم. ذلك الليل الموحش. لا يذرني لحالي ولا للروح الصباحية التي تطهر بداية الصفحة الأولى من يومي. أتذكر جملة والدي: الليل مكان أنسب لزحام الشياطين. لا تجد حياة إلا في مثل هذه الفترة لتنشر الضوضاء. لأرد عليه: ماذا تقول عني حينما أصبت بإدمان روعة منظر شروق شمس الصباح؟!
كان من المفترض أن أنام مبكرا. وأكون على أهبة الاستعداد القصوى لصباح جديد. لكنه السهر يجعل النوم مؤديا ضربته القاضية النهائية على عقلي. فيُخلَد إلى السبات. ليحدث ما كنت أكرهه من جواري السلطان المستبد. يطعنني بكسله وخموله. وأَرُدُّ الطعنات بمحاولات استيقاظي وأن لا أرجع مقيدا بقيود الراحة. لكن تأجيل التنبيه كان نقطة ضعف. جعلني ككرة تنس الطاولة تركل من لاعبين. اللاعب الأول هو هاتفي الذكي. والآخر فراشي. إنه سيناريو الرتابة الممل. الضغط على زر التأجيل ثم الرجوع إلى النوم. ثم النهوض ثانية لضغطه ثم الرجوع إلى تلك القيود ثانية. وهكذا إلى أن تصل حلاوة الصباح لمتنهاها كما تحتل الحشرات هذه الحلوى الصغيرة بعدما رميت إهمالا. استطعت أن أصل إلى المسجد بعد محاولات شابها الكسل. وأن أعيش حلاوة الصلاة في جماعة. رغم محاولات العيون في إغلاقها. في لحظة بعيدة عن " ضوضاء النائمين ". ما إن عدت إلى مركبتي. حتى أعد لي النوم كمينا لنصف ساعة!  فأستسلم استسلام الكرام وأعود للنهوض لأُقابل منظر بداية الشروق. حينما تتنفس السماء بعمق من أوكسجين زرقتها لتعود حيويتها بعدما نال منها سواد الليل.

كانت محطة جديدة من محطات الأشواق. شوق منظر بحر الشارقة الجميل. هنا أضع الطاقة وموجهات التركيز لزرقة السماء والبحر. أجعل ضوضاء المركبات خلفي. ما أجمل مسك دفتي كتاب مع خلفية من آيات جمال الصباح. خصوصا حينما تستند على الصخور الضخمة التي تتوسط كثبان الأمواج الصغيرة. حيث تبدو كوسائد ضخمة يتكئ عليها الملوك والأمراء. حينما تستلم الأقدام جرع حنانها من عناقها لأمواج البحار. وكأنها لا ترحل إلا والتصقت الرمال بها وتعثرت بكثرة الأصداف من أعماق الرمال المبتلة. لعل قمة الجمال، حينما تُجنُّ العينان بمجرد رؤية تناسق زرقة البحر الداكنة مع اقتراب زرقة الصخور منها. ولا ننسى عدوى الأعشاب الخضراء على بعض من زواياها. وكأنها تقول أن اليأس خرافة والأمل سحابة.

هذا هو جمال الصباح. حينما تقضيه بعيدا عن العالم الإفتراضي. وتصبح الطبيعة ضوضاء له ولكل المشتتات في حياتنا. ما أجمل أن ندرك بأن مياه البحار تقرع نفسها لتطربنا بايقاعها الذي يدق طبول الحرب انتقاما من شظايا الخمول!

انني اؤكد بيت الحلاج :-
مالي وللناس كم يمحونني سفها ... ديني لنفسي ودين الناس للناس

13/7/2019 م

بحر الشارقة

Picture

8/22/2019

صباحيٌّ مع مرتبة الشرف الأولى !

صباح الخير!

بعيدا عن قطرات العرق التي تبدو كقطرات الندى على الأجساد، وتلتصق بملابسنا نتاج الرطوبة الشديدة. بعيدا عن الصراع العنيف مع " النوم " السلطان المستبد وجواريه اللواتي يتراقصن بخيلاء فاحش لأجل تشتيتنا. بذلك القتال الذي أدى إلى بناء محطة شوق أخرى. شوق الصلاة في رحاب بيت الله. هُنا أبدأ كلمتي الأولى. بين مكانس الموظفين التي تهيئ أراضِ المحلات التي يعملون بها، في تمددات عضلاتهم لأجل استقبال يوم جديد ودفعة من تنوع اللحظات. تُفَتَّحُ الأبواب، كما الأزهار حينما تبعث تلك الرياحين وهي تُفَتَّحْ. هنا نحاكي السيارة المرحة بومبو، لا تعتمد في طاقتها وسرعتها إلا برائحة الأزهار.

ميزة جديدة، لصباح عظيم! عندما النهوض صباحا، فلا اكتفاء بأن أكون مسيحا مخلصا أعانق به شذرات الضياء فحسب. هنا كأني أجوب العالم. ولكن في وطني. لك التخيل يا صديقي. ثلاث أماكن. حي دبي للتصميم مع حديقته المفعمة بالحيوية ورائي وموقعي الحالي هو الخليج التجاري وفي مقدمتي قناة دبي المائية. ثلاث أماكن! كأنها رحلات رحالة يستكشف العالم ليستخرج الدرر. لم أكن أتخيل أن اندفاع الأقدام والركض طيرانا ببهجة الصباح، يجعلني أجوب عوالم لم أتوقع بأن أراها.
من كثرة دهشتي، أجد حيرة في البحث عن زاوية مناسبة لالتقاط عُرس دبي في الصباح، هنا السماء وكأنها تتوج بكأسها في أولمبياد ضخم، عندما تقترب الشمس منها. تَلمَعُ ذهبا كذهب صباح انجازاتها. ينتشر إلى البحر، فتَخلُقُ مَحبَرَةَ الضِيَاء! وما نملك إلا قول سبحان الخالق الرحمن!
 
أوجُ جمال الصباح، هو في لقاء أُنَاسٍ، ولأول مرة تلتقي بهم. لاتعرفهم ولا يعرفونك. ولكنه التراحم والإخاء، يجعلهم مطلقين مرادفات السلام من شفاههم، مع جرعة بسمات أعدتها قلوب نقية. هنا أتساءل، هل ستصبح بشاشة الصباح لغة رسمية توحد اللغات؟ وهل ستصبح جغرافية نفوس بعيدا عن جغرافية الأرض.
إني اتحدث عن ابتعاد من زيف المساء والزحام المحدق شرا في النفوس. لدرجة أني أتعارك بلا سبب. ابتداءا من تقاطعات مركبات الطرق. وانتهاءا بزحام العالم في المجمعات التجارية بدبي. أعود إلى منزلي كسكران ثمل لا طاقة لي في ليل يزدحم به العالم. ولا لي مساحة شعور لتكون لمن حولي. يقبل النوم، وثيقة استسلام أبدي، يستعد مُوقِّعُهَا للإعراض عنها لا قبولها يوما ما رغم الحاجة إليها.
هذا ما أعنيه بعزِّ الهروب. أن تهرب وسط " نشاز النائمين " وتلجأ لعظمة الحياة. بينما الأغلب منا لا يطيق الحديث لدرجة أن الوجه أصبح كالطماطم الطازجة، تباع وتشترى في سوق الخضار من شدة الغضب. يوجه سهام السباب هنا وهناك. والطعنات لذا وذاك. لا ذنب لهم. سوى أنهم التقوا بمن حمل المسؤوليات على كتفه فأراد رميها لمن حوله.
 
بروح من الشارقة وجنحان من دبي.
أعلن أني صباحيٌّ مع مرتبة الشرف الأولى وبكل فخر!!
 
 12/7/2019 م

الثلاثي الصباحي
( حي دبي للتصميم – الخليج التجاري – قناة دبي المائية )
Picture
<<Previous

تأسست مدونة "روح الكتابة" منذ الأمسية الثقافية في معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2017 ، لتكون منبرا للكلمات وموجا عاصفا للمدلهمات ، كان مؤسسها والرعيل الأول لتأسيس صفحاتها محدثكم من وراء كواليس السطور { محمد الأنصاري }