((والصبح إذا تنفس))
مقالات صباحية انطلقت من وحي آية من آيات الله العظيمة :)
12/26/2019 صباح الخير من حيِّ الغيومرغم الحرارة الشديدة التي أكررها بين سطور خواطري الصباحية، تلك التي تفسد المزاج وتزداد لهيبا عند المتأخرين عن ساعات الصباح الأولى الذهبية. أحمُدُ اللهَ على نعمته العظيمة. في مثل هذا الصباح أشهد في الأفق الأعلى. حيَّا سكنِيَّا قُدَّ من غيومٍ. صنعها رب السماوات والأرض. كأنك ترى الغيوم بنيانا وقرى. كأن السماء شوارع ممهدة. ما إن تقبل مراسم استقبال السماء للشمس. مُهَدِّدُ سوادها. حتى يقبل شعاعها فتتسلل أجواء هذا الحي إلى هذه الأرض. ويقبل يراع النور. لينتقل المشهد إلى حَدَقَةِ النفس. تلك التي تبدو كمعمل يحول المشاعر المكتوبة إلى لغة مقروئة للنفوس. لحسن الحظ أتت رحمة الله وسط لهيب درجات الحرارة في مثل هذا الشهر الذي نعدُّ على انتهائه عدا تنازليا. تغيب أمواج الرطوبة المعتادة. وتقابل ذعذعة النسيم بعدما يذعذع الفجر هذه الملامح الكسولة. هذه هي المتعة حينما تقتطع تذكرة الملحمة الصباحية من صلاة الفجر في جماعة. الحضور قليل. والأجواء تضجُّ هدوئا يفوح منها روحانية. وكعادتهم. تلك الكائنات الليلية المزعجة في سبات عميق. لا نعلم، لربما يظل الخمول هو ما يبقيهم متهمون في قتل شرف حياة من المفترض أن تستحقهم لكنَّ إزعاجهم هو جعلت نفسها تبتعد عن شرارتهم. بالنسبة لي. لا يزال صداهم المزعج في مسمع ذاتي. يحاول الشيطان هنا أن يدبر مكيدة انتقام. ولكن ما إن يقبل التشهد في آخر الصلاة حتى تنجلي تلك الخطط. كبنيان رمال الشاطئ. سّهلٌ هدمها حتى من طفل لم يمر على آثار خطاه للدنيا شهور وأعوام. وكعادته لن يموت خداعه، بمجرد استعاذة من شره، تصبح المنشأة العسكرية التي أنشأتها النفس لحماية العالم الذي بداخلنا محميٌ وبكامل تفاصيله من كيد الشيطان ومن شر جنوده. (( من شر ما خلق )). ربما تلاحظون أنني أكتب مرارا في مقهى ستاربكس في حي دبي للتصميم. لقد عرفتكم على أحد الأماكن الملهمة لي في فن الكتابة الصباحية. وأزيد بأن الأمر يزداد متعة عندما تجد إنسانا يشاركك متعة الصباح وروعة الحديث. في زمن شاب فيه السرور. وربيع المزاجيات المتقلبة الموحش هو من يشرح كل شيء. أعرفكم على أحد المستمتعين بالصباح رغم الظروف الحالكة. إنه رونالد نادل القهوة التي نبعت بداخله أدغال أفريقيا وصِحَّةَ أهلها رغم ظلال الفقر. ليأتي في رفاهية الخليج. ويعد تلك القهوة التي تفجر أسوار العقل التي جعلته سجينا محروما من الاستمتاع بالحياة. ويكتب الأسماء تخليدا للذكرى مع الإسراف في التباهي. نتبادل أطراف الحديث في مواضيع شتى. ربما الغربة تسكنه. لكنها الإمارات وطن للعالم أجمع. كادت أن تكون كلمات هذا المقال الصباحي قصيرة في بداية كتابتي له. ولكن حينما يشرق الصباح على النفس الشغوفة هنا جمال الفرق. لكن، ما أجمل قلة الكلمات، وبقاء أثر الإحساس والمعنى! لستُ أدعي ذلك بل أسعى إليه. بينما حي الغيوم يختفي فجأة ولربما تعلن السماء صفائها كعادة زرقتها! 26/7/2019 م مقهى ستاربكس - حي دبي للتصميم Comments are closed.
|
|